سيصبح 17 أكتوبر/تشرين الأول يوما تاريخيا لمستهلكي القنب (الماريغوانا) في كندا، بعد أن شرعت الحكومة تعاطيه علنا وبحرية مشروطة، دون التعرض لمضايقات أجهزة مكافحة المخدرات، لتصبح كندا أول بلد بين مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي تسمح بذلك، وهو أمر ما زال يثير جدلا.
وعبر أيان كامبو -أحد المتحمسين لتشريع الماريغوانا في بلاده- عن سعادته بهذا القرار، مضيفا “بات بإمكاني التدخين خارج المنزل برفقة أصدقائي وأمام الناس في الأماكن التي حددتها السلطات المحلية”.
وتعد الماريغوانا من أكثر المخدرات انتشارا في أميركا الشمالية، رغم التحذيرات الحكومية والإعلامية من مخاطرها الصحية، لكن البعض يعتبرونها غير ضارة، وتساعد على التوازن والاسترخاء.
ويقول الطالب في كلية “جورج براون” جام فارون إنه منذ قدومه إلى كندا قبل عدة سنوات وهو يتابع الانتشار الواسع لاستخدام القنب بين الطلاب، رغم منعه، والآن بعد تشريعه يأمل أن يتم استهلاكه بمسؤولية والاستفادة من قدراته العلاجية.
تدخين مقنن
وحددت المقاطعات الكندية السن القانونية لاستهلاك الماريغوانا، حيث يمكن لمن بلغ 19 -أو 18 في بعض المقاطعات- من العمر اقتناء ثلاثين غراما من الماريغوانا، في حين يتعرّض من كانوا دون السنّ القانونيّة للملاحقة في حال حيازتهم أكثر من خمسة غرامات، كما يتعرّض من يبيعه للقاصرين لأحكام بالسجن قد تصل إلى 14 عاما.
ويقول الخبير في شركة لتسويق القنب في كندا جو فوز أثناء احتفال الشركة بتشريع القنب إنهم سيوفرون برامج توعوية من خلال استقبال الراغبين في الاطلاع على منتجاتهم وطريقة استخدامها، والأماكن المسموح بها، وهي داخل المنزل والمتنزهات بعيدا عن أماكن لعب الأطفال، وأثناء الجلوس داخل السيارة دون قيادتها، وكذلك في أماكن تدخين التبغ، أو على بعد تسعة أمتار من المباني.
وسبق أن وعد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في حملته الانتخابية بسنّ هذا التشريع، حيث يرى أن تجريم الماريغوانا سياسة فاشلة تقوي العالم الإجرامي، وتحول الأرباح إلى السوق السوداء، وأن الطريقة الصحيحة لإبعاد الحشيش عن متناول الشباب هي تشريع تجارته، واستثمار الأرباح في التعليم والبحث.
وتتوقع الحكومة الفيدرالية جني نحو أربعمئة مليون دولار سنويا من عائدات الضرائب على مبيعات القنب.
أسئلة مقلقة
ويطرح تشريع استخدام الماريغوانا أكثر من سؤال على الأصعدة الصحية والأمنية والاجتماعية، ويثير قلقا لدى العائلات على أولادها من مخاطر الإدمان.
ويقول الشرطي في تورنتو يوسف أصروف إن المدمنين يجردون من أطفالهم، وتتبرأ منهم أسرهم، ويتشردون في الشوارع، مضيفا أنه رغم تشريع الحكومة استخدام الماريغوانا فإنه سيقف ضد استخدامها.
ولفت الشرطي إلى دراسة أمنية في كندا تبين أن الماريغوانا ترتبط بمشاكل فقد الذاكرة والقلق الشديد وجنون العظمة والهذيان والهلوسة، وأن استخدامها كدواء يعد بوابة للإدمان.
وأعلنت المؤسسات التعليمية في كندا أنها ستدرب كوادرها للتعامل مع قضايا استخدام الماريغوانا الترفيهي، كما يجري الحديث عن مشاورات بشأن المناهج التعليمية الخاصة بالصحة المدنية التي تتطرق إلى عدم مشروعية تعاطي المخدرات، والتي أصبحت الآن مشروعة.
ويقول المتحدث باسم مدارس تورنتو جون يان إن الطلاب قد يتعرضون لتدخين الماريغوانا، ويتعين على المؤسسات التعليمية تدريب الكوادر للتعامل بشكل مسؤول. في حين ينبه الطالب الجامعي جيري أرتشل إلى أن “الحكومة ارتكبت خطأ بتشريع القنب الذي سيعود بمشاكل جديدة على الحكومة”.
وبينما يعج وسط مدينة تورنتو بآلاف المقيمين والسياح، تعزز الشركات الأمنية الخاصة انتشارها لمراقبة الممتلكات العامة والخاصة والتنسيق مع الشرطة تحسبا لأي خروق أمنية، في حين يقول أحد العناصر إن المسؤولية ستتضاعف بعد تشريع القنب، إذ تبين له من خبرته الأمنية أن المتعاطين والمدمنين هم من أكثر الأشخاص تسببا للمشاكل.
المصدر : الجزيرة