فرنسا، ألمانيا، مصر والأردن سيقترحون على إسرائيل والفلسطينيين القيام بسلسلة من خطوات التقارب الصغيرة لاستعادة الثقة بين الطرفين وتسهيل عودتهما إلى طاولة المفاوضات، التي غادراها عام 2014.
هذا ما أعلن عنه وزراء خارجية الدول الأربعة الأعضاء في “مجموعة ميونيخ” إثر اجتماعهم في باريس يوم الخميس 11/3.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “سنقوم بمبادرة لعقد لقاءات مع الطرفين لبحث الخطوات التي يستطيعون القيام بها لاستعادة الثقة وخلق الشروط المناسبة لاستئناف الحوار”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الطرفين يواجهان مواعيد انتخابية تشريعية هامة.
ذلك إن إسرائيل تعقد الانتخابات التشريعية في 23 مارس / آذار، للمرة الرابعة خلال عامين، وعلى خلاف ذلك يعقد الفلسطينيون أول انتخابات تشريعية لهم منذ 15 عاما في 22 مايو / أيار وانتخابات رئاسية في 31 يوليو / تموز.
وزير الخارجية الفرنسي حيا المؤشرات المشجعة الأولية في علاقات الجانبين، والتي تمثلت في استئناف التعاون الأمني والضريبي والصحي في إطار مكافحة وباء كورونا، ولكن لودريان دعا لتعزيز التعاون الصحي وركز على أن الفلسطينيين لم يستلموا سوى 30 ألف لقاح، منهم 2000 من إسرائيل التي لقحت، بالفعل، 40⁒ من سكانها الذين يبلغ تعدادهم 9 ملايين نسمة.
وزراء خارجية “مجموعة ميونيخ”، الذين عقدوا بذلك اجتماعهم الرابع خلال عام واحد، أبدوا ارتياحهم بصدد توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، وعودة الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن إلى الاجماع الدولي حول هذه العملية، والذي أضرت به سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، وسلسلة اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وركز وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على دعوة الإدارة الأمريكية الجديدة إلى حل الدولتين، معتبرا أن هذه الدعوة تبعث على الأمل ولكن بصورة حذرة، وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن صفدي أن الدول الأربعة ستتحرك في اتجاه إيجابي مع الإدارة الأمريكية.
ولكن الوزيرين الأوربيين تميزا عن نظيريهما العرب، في التحفظ على إمكانية عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات سريعا، بينما أصر وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة استئناف مسيرة المفاوضات في أسرع وقت ممكن، قال الألماني هايكو ماس “إن الأمر سيستغرق بعض الوقت” مشيرا إلى المواعيد الانتخابية لدى الجانبين، وقال الفرنسي جان إيف لودريان “ما زلنا في مرحلة الخطوات الصغيرة، ويمكن استئناف المسيرة السياسية بعد ذلك”.
يبقى أن وزراء خارجية “مجموعة ميونيخ” أكدوا على عزمهم على التعاون بصورة وثيقة مع اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، والتي تضم الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة