أدان المرجع الشيعي في العراق آية الله السيستاني الهجمات ضد المحتجين السلميين وحذر من انزلاق العراق إلى الحرب الأهلية أو الاستبداد، وتأتي هذه التصريحات في نهاية أحد أكثر الأيام دموية في العراق، مع مقتل 37 شخصا، يوم الخميس 28/11، كما أفادت مصادر مستشفيات أن عدة أشخاص توفوا متأثرين بجراح، مما رفع عدد القتلى إلى 46 شخصا على الأقل.
وشهدت الناصرية في جنوب البلاد أعنف المواجهات، حيث بدأ إطلاق النار منذ الصباح الباكر، وأدّى إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح بحسب مصادر طبّية، عند محاولة القوّات الأمنيّة تفريق التظاهرات، كما قال أطبّاء إنّ 10 متظاهرين قُتِلوا بالرّصاص في مدينة النجف المقدّسة لدى الشيعة.
وأعلنت السلطات المحلّية في الناصرية الحداد ثلاثة أيّام، وشيّع المتظاهرون الغاضبون جثامين الضحايا بعد ان تمكّنوا من إضرام النيران بمقرّ قيادة الشرطة والسيطرة على جسرين رئيسيّين، قبل أن يحاصر المتظاهرون المقرّ العسكري الرئيسيّ، بينما انتشر مسلّحون من أبناء القبائل المؤثّرة في المنطقة على طول الطرق السريعة الرئيسية لمنع وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة.
وحرق المحتجّون الإطارات وألقوا حجارة وزجاجات حارقة على القوّات العراقيّة التي ردت بقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطّاطي وحَيّ، واندلعت الصدامات قرب ساحة الاحتجاج في الناصريّة، حيث فرّقت قوّات الأمن المتظاهرين وطردتهم من جسرين رئيسيّين كانوا يحتلّونهما منذ أيّام، وقال شهود إنّ المتظاهرين الغاضبين أضرموا النار كذلك في فوج المهمّات الخاصّة بعد سقوط قتلى بين صفوفهم.
وبعد ساعات، أعلنت السُلطات المحلّية حظر تجوّل. وشوهدت تعزيزات عسكريّة منتشرة حول أطراف المدينة، فيما جرى تفتيش جميع السيارات والأشخاص الداخلين إلى الناصرية.
واتّخذت السلطات خطوة مشابهة في مدينة النجف التي كانت شوارعها شبه مقفرة صباح الخميس إثر الحظر المفروض، فيما أعلنت الإدارة المحلّية عطلةً رسميّة للموظفين.
وندّدت المفوّضية العراقيّة لحقوق الإنسان في بيان “بالاستخدام المفرط للقوّة”، واتّهمت منظّمة العفو الدوليّة القوّات العراقيّة باستخدام العنف المفرط على مدى شهرين، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخّل لوقف “سفك الدماء”، وأصدر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بيانًا أدان فيه عمليّات القتل، قائلًا “أنصح الحكومة بالاستقالة، وإنْ لم تفعل فهذه بداية نهاية العراق”.
وتأتي عمليّة القمع الواسعة التي شهدتها الناصريّة مسقط رأس رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعدَ ساعات من إعلان تشكيل خليّة أزمة عسكريّة في المحافظات الجنوبيّة المنتفضة لإدارة الملفّ الأمني فيها، واستعادة النظام، وتسلّم الفريق جميل الشمري الذي كان قائدًا لعمليّات البصرة خلال تظاهرات صيف 2018 الدامية، مسؤولية الملف الأمني في الناصرية. لكنّ محافظ ذي قار عادل الدخيلي طالب رئيس الوزراء بإبعاد الشمري لإخلاله بأمن المحافظة، كما دعا الى “تشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة كلّ من تسبّب بسقوط دماء أبناء المحافظة”.
وقد قرّر رئيس الوزراء، إثر الأحداث الدامية، إقالة القائد العسكريّ الفريق جميل الشمري بعد ساعات من تعيينه مسؤولاً عسكريًا على الناصريّة التي تشهد منذ أيّام احتجاجات متواصلة.
وتفيد الاحصائيات المختلفة بأن عدد القتلى في التظاهرات التي بدأت في أوائل تشرين الأول/أكتوبر تتراوح بين 390 و408 قتيلاً وأكثر من 15 ألف جريح، ولكن السلطات لم تعلن عن أرقام محدّثة أو دقيقة.
من جهة أخرى، طالبت إيران العراق الخميس باتّخاذ “إجراءات حازمة ومؤثّرة” ضدّ “العناصر المعتدية” على قنصليّتها في مدينة النجف.
How TOP Can Help You Earn Money From Home in 3 Easy Steps