يمثل سجن إيوين السيء السمعة الواقع في شمال طهران كابوسا للسفارات الغربية، إذ يسجن فيه الإيرانيون من مزدوجي الجنسية ويحتجزون كوسيلة ضغط في لعبة دبلوماسية بلا رحمة في أغلب الأحيان.
وفي هذا السجن، تقبع فريبا عادلخواه منذ مطلع حزيران/يونيو لتهم لم تكشف بعد.
وجاء توقيف عالمة الانتروبولوجيا البارزة قبيل زيارة المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى طهران لمناقشة إنقاذ الاتفاق النووي الذي وقع في 2015 وأضعف بانسحاب الولايات المتحدة منه في أيار/مايو 2018.
وقال علي رضا نادر مدير المركز الفكري “نيو إيران” الذي يتخذ من واشنطن مقرا له إن ذلك تم “من أجل فدية”، مؤكدا أنه “في كل مرة تريد تعزيز وسائل ضغطها ضد الدول الغربية (…) تقوم إيران باللجوء إلى احتجاز رهائن للتفاوض”.
ويوم الأربعاء 17 تموز – يوليو 2019 أعلنت عائلة نازانين زاغاري-راتكليف، وهي إيرانية بريطانية مسجونة في إيران منذ عام 2016 بتهمة التحريض على الفتنة، أنه جرى نقلها من زنزانتها إلى جناح الأمراض النفسية في إحدى مستشفيات طهران حيث تخضع لمراقبة الحرس الثوري الإيراني.
ورأى زوجها ريتشارد راتكليف في حديث لإذاعة “بي بي سي 4” أنه “من الممكن أن يكون ذلك مقدمة لإطلاق سراحها” لكن أيضاً “ممكن أن يحدث شيء آخر”. ويأمل في أن تتلقى زوجته الرعاية الطبية لكنه يؤكد أنه يشعر بـ”القلق”.
وقال “كان لدينا أمل عندما نُقلت إلى المستشفى” مضيفاً “لكن عندما تبيّن أن ليس لدينا أي وصول (إليها) وأنها تخضع لمراقبة الحرس الثوري، أصبحنا بالطبع أكثر قلقاً”. وتابع “الأولوية الأولى ستكون محاولة الحصول على (إذن) لتزورها السفارة البريطانية”.
ونقلت نازانين من سجن إيوين إلى مستشفى الامام الخميني الاثنين، حيث أكد والدها أنها محتجزة لدى الحرس الثوري، وفق بيان صادر عن حملة “أطلقوا سراح نازانين”.
والثلاثاء أكدت السلطة القضائية الإيرانية توقيف الباحثة الجامعيّة الفرنسيّة الإيرانية فريبا عدلخاه غداة إعلان باريس اعتقالها، من غير أن تكشف أي تفاصيل إضافية حول قضيتها.
وكانت باريس أعلنت الإثنين أنه تم توقيف عالمة الأنتروبولوجيا المتخصصة في المذهب الشيعي، وهي آخر شخص في قائمة طويلة من حملة الجنسيتين يتم توقيفه في إيران.
ويقبع عدد كبير من الإيرانيين المزدوجي الجنسية حاليا في السجون في إيران التي لا تعترف بالجنسية الثانية.
وفي إيوين، انضمت عاد أخاه إلى نازانين زغاري راتكليف الإيرانية البريطاني. ونقلت زاغاري راتكليف التي تؤكد براءتها وتعمل في مؤسسة “تومسون رويترز” فرع العمل الإنساني لوكالة الأنباء الكندية البريطانية التي تحمل الاسم نفسه، من سجنها الى جناح للأمراض النفسية في أحد مستشفيات طهران، كما ذكرت عائلتها.
وأكد زوجها ريتشارد راتكليف في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 لوكالة فرانس برس أن زوجته “تستخدم كوسيلة للمبادلة من قبل الحرس الثوري الذي يريد الحصول على شيء ما من الحكومة البريطانية”.
بيدق
ورأت الصحف البريطانية بعد ذلك علاقة بين خطة تسوية دين قديم تبلغ قيمته 450 مليون يورو لإيران وقرار الإفراج عن زاغاري راتكليف، لكن لندن وطهران نفتا ذلك.
ونفت الجمهورية الاسلامية باستمرار استخدام مواطنين مزدوجي الجنسية كوسيلة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاقات دولية، لكنها اعترفت في الوقت نفسه بأن هؤلاء يمكن مبادلتهم في قضايا آنية.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طرح علنا في نيسان/ابريل اقتراحا بمبادلة إيرانيين مسجونين أو مهددين بتسليمهم إلى الولايات المتحدة/ بأميركيين إيرانيين مسجونين في إيران.
“Developing your blog is a balancing act between appeasing current readers and reaching out to new ones.” ― Scribendi – Subscribe with THE ONLINE PUBLISHERS to offer your services as a blogger.