استولى سكان غاضبون على المباني الخالية بمدينة البندقية الإيطالية احتجاجا على الارتفاع الكبير في قيمة الإيجارات، مع تزايد أعداد السائحين الذين يتدفقون عليها، مما أجبر العائلات على مغادرة المدينة.
وقد انخفض عدد سكان البندقية بوتيرة سريعة، وبعد أن كان يبلغ 175 ألف نسمة، بعد الحرب العالمية الثانية، انخفض إلى نحو 50 ألفا اليوم، ومن تبقى من السكان يشتكي من تدفق أعداد ضخمة من السائحين على المدينة، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في فواتير النظافة والأمن، يقوم السكان بتسديدها.
ويزور نحو 25 مليون سائح مدينة البندقية الشهيرة بممراتها المائية سنويا، ولا تتجاوز إقامة نحو 14 مليونا من هؤلاء السائحين يوما واحدا فقط، ويوجد في البندقية نحو ثمانية آلاف شقة مجهزة لمن يقيمون لفترات أطول للاستمتاع بالمزارات حول القنوات المائية.
أحد سكان المدينة نيكولا أوساردي، في الحادية والأربعين من العمر، شارك في تأسيس جماعة تهدف لمساعدة سكان البندقية على إيجاد مساكن، قال إنه وضع يده على شقة في حي كناريجيو منذ عام 2013 مع زوجته نادية وطفليهما، موضحا أن العديد من المنازل تظل خاوية لأن الناس يضطرون للرحيل عن المدينة ثم يعجزون عن سداد تكاليف صيانة العقارات لعرضها للإيجار، لكن سلطات الإسكان في المدينة تقول إن الناشطين يعرقلون ترميم المنازل باحتلالهم لها.
أوساردي يتملك متجرا للهدايا التذكارية بالقرب من ميدان سان مارك، ويكسب من متجره بين 800 و1300 يورو شهريا، في حين تتجاوز معظم الإيجارات المتاحة لأسرة من أربعة أفراد في وسط البندقية 900 يورو شهريا، وهو يعلق على ذلك قائلا “لا توجد منازل للأثرياء أو الأقل ثراء أو حتى الفقراء، لا توجد منازل متاحة في البندقية سوى للسائحين”.
ولا يريد سكان البندقية وقف السياحة في المدينة، نظرا لأنها من أهم مصادر الدخل، لكنهم يريدون حلولا للتحديات والمشاكل الناتجة عن زيادة عدد الزائرين، ويدرسون كيفية التعامل مع أعداد الوافدين وإتاحة الفرصة للسكان المحليين في الوقت نفسه للبقاء في المدينة.
وقد وافق مجلس مدينة البندقية على فرض رسوم دخول على الزوار للمساعدة في سداد تكاليف الصيانة في هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي والذي يعد أحد أشهر المقاصد السياحية في العالم من حيث عدد الزوار، وقد يساعد هذا القرار في الحد من أعداد الزائرين.
‘People care about what newspapers tell them to care about.’ – Delia Parr