بالإمكان القضاء على السل في غضون 25 عاما لو وضعت استراتيجية عالمية هادفة مع تمويل كاف، كما أفاد خبراء من ثلاث عشرة دولة. في نفس الوقت، أعرب هؤلاء الخبراء عن أسفهم لاستمرار آفة السل في العالم هي التي قضت على حياة مليون وستمائة ألف إنسان عام 2017، رغم وجود علاج لها.
ففي تقرير صدر ضمن مجلة “The Lancet” الطبية البريطانية في الفترة الأخيرة، حذر نفس الخبراء من الكلفة الاقتصادية والاجتماعية العالية جدا التي تتكبدّها الدول بفعل ضعف التحرك لمكافحة مرض السل Tuberculose.
وأكد الخبراء من ثلاث عشرة دولة أنّه عندما نحسّن التشخيص ونقدّم العلاجات والتوعية للرأي العام، ينخفض تماما عبء آفة السلّ التي طالت عام 2017 عشرة ملايين شخص في العالم.
لا يزال مرض السل من بين أكثر الأمراض الجرثومية فتكا في العالم مع ضحايا يفوق عددهم عدد ضحايا الايدز والملاريا مجتمعين.
تنجم الإصابة بالسل عن جرثومة المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis) التي تصيب الرئتين في معظم الأحيان وقد تمتد إلى الدماغ. وتنتشر جرثومة السل من شخص إلى شخص عن طريق الهواء؛ فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون، ينفثون جراثيم السل في الهواء. ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق القليل من هذه الجراثيم حتى يصاب بالعدوى.
وقال Eric Goosby الموفد الأممي لمكافحة السل إن الحل الجذري القاضي على السل ليس صعبا. ولكن ثمة حاجة إلى استراتيجية جديدة تتكاتف حولها بلدان العالم”. فينبغي أن توفّر هذه الاستراتيجية إمكانية الحصول على تشخيص وعلاج مناسب لأكثر الفئات عرضة للإصابة من قبيل أفقر الفقراء ومرضى فيروس الإيدز والمهاجرين والسجناء والطواقم الطبية…
وجاء في التقرير الصادر في مجلّة The Lancet أنّ أكثر من ثلث الحالات المصابة راهنا بالسل أي ما يقارب 33 % لا يخضعون إلى التشخيص ولا إلى المعالجة.
ففي الهند وحدها، تسجل حوالي ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن السل. فلو تمّ تخصيص 290 مليون دولار إضافي سنويا لدعم فحوصات التشخيص ومساعدة المرضى على إنهاء علاجهم، لانخفضت أعداد ضحايا السل بنسبة 28 %. وشدد تقرير الخبراء الصادر في مجلة The Lancet على أن المبلغ هذا سيكون أقل بكثير من الكلفة التي تنفقها الهند سنويا جراء وفيات السل وتصل إلى 32 مليار دولار.
وطالب Eric Goosby الموفد الأممي لمكافحة السل بضرورة معالجة الأشخاص الذين يكون السل عندهم كامنا أي خفيا من دون أعراض وهم يشكلون ربع سكان العالم لا بل هم الخزّان الآوي للمرض في العالم.
وناشد Eric Goosby المجتمع الدولي إلى التفكير الرسمي بزيادة الاستثمارات في مجال الأبحاث الخاصّة بالسل أربع مرات. فلقد كان إجمالي هذه الاستثمارات يصل إلى 726 مليون دولار عام 2016 أي أقل بعشر مرات من الأموال المخصصة لأبحاث الإيدز.
علما أنّ علاج السل يستمر عادة ستة أشهر مع أربعة أنواع من المضادت الحيوية. لكن تظهر أنواع مقاومة منه تتطلب أحيانا علاجا يستمر سنتين مع ما يرافق ذلك من أعراض جانبية خطرة أحيانا. ومن هنا أهمية الأبحاث التي من شأنها إيجاد أدوية أكثر فعالية من تلك الموجودة حاليا.
The online publishers assure Worldwide work opportunities for photographer