تتجمع الغربان، عادة، في حديقة تاينيتسكي داخل جدران الكرملين، وتصدر أصواتا مزعجة، ويوضح المسئولون عن حماية الكرملين أن الأمر لا يتوقف عند الأصوات المزعجة، إذ تنقل الغربان عددا كبيرا من الأمراض يمكن أن تشكل خطرا على صحة الإنسان وتسبب أضرارا بالقباب الذهبية للكرملين عن طريق خدشها وترك فضلات عليها، كما أنها طيور عدوانية في تعاملها مع البشر.
ولكنها طيور محددة الإقامة في الكرملين، بفضل طائر الباز، وهو نوع من الصقور، ما أن يحلق بين القباب الذهبية للكرملين حتى ينتشر الذعر بين الغربان التي تغط على الأشجار القريبة، وتفر هاربة.
طائر الباز هو أحد عشرات الطيور الجارحة التي تعتبر جزءا من الحرس الفدرالي والتي تقضي مهمتها حماية الكرملين في موسكو من الغربان، والهدف من استخدامها ليس التخلص من الغربان أو القضاء عليها وإنما إخافتها وإبعادها، حتى لا تقيم أعشاشا داخل الكرملين والبقاء فيها.
كان حراس الكرملين، خلال الحقبة السوفياتية، يقومون بإطلاق النار على الغربان، وفقا لمذكرات بافل مالكوف الذي كان المسؤول عن المباني في ذلك الوقت، كما كان الحراس الذين يشعرون بالملل كانوا يطلقون النار على “أسراب الغربان التي كانت على الأشجار” حتى وضع لينين حدا لهذه الممارسة قائلا إنها “إهدار للذخيرة للثمينة”، بينما كان البلاشفة يخوضون حربا أهلية مع خصومهم.
وحاول الكرملين لفترة إخافة الغربان من خلال تسجيلات لأصوات الطيور الجارحة لكن هذا الأمر لم ينجح، وانتهى الأمر بإنشاء وحدة من الطيور الجارحة عام 1984، وتضم عشرات الطيور ومن بينها طيور الباز وصقور الشاهين، وهي تعتبر جزءا من خدمة الحرس الفدرالي، وتقضي وظيفة هذه الطيور الجارحة بحماية الكرملين، أحد أقدم قلاع العصور الوسطى في أوروبا التي كانت بمثابة مقر القياصرة والقادة السوفياتيين والرؤساء الروس الآن، وقد أصبحت أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
لذلك، قرر الحراس استخدام طيور جارحة بعد قراءة تقارير عن فعاليتها. والآن أصبحت هذه الطيور مقيمة دائمة في الكرملين وهي تخضع لأشهر من التدريب.
ويشرح المسئولون عن هذه الوحدة أن كل نوع من الطيور لديه طريقته الخاصة في الصيد، فطيور الباز، على سبيل المثال، سريعة جدا في المسافات القصيرة، لذلك تستطيع التغلب على الغربان في هذا المجال، أما بالنسبة لطيور النسر البومة، يصفها المسئولون بأنها صياد ليلي وصامت تماما، ويكفي وجودها وحده لمنع الغربان من تمضية الليل في المكان.
وتستخدم بعض فروع القوات المسلحة وشركات الأمن حول العالم الطيور الجارحة ليس فقط لإخافة الطيور المزعجة بل أيضا لإسقاط الطائرات بدون طيار التي تحلق فوق مناطق محظورة، ولكن حراس الكرملين يؤكدون أنهم لا يستخدمون الطيور الجارحة حاليا، لإسقاط الطائرات بدون طيار، موضحين أنه أمر صعب وأقل فعالية من التقنيات الحديثة المستخدمة مثل التشويش الإلكتروني.
The online publishers is a ‘one stop shop’ in the global digital marketing industry