قال مساعد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ”الغياب التام للشفافية“ من جانب المسؤولين السعوديين فيما يتعلق بالتحقيق في مقتل الصحفي جمال خاشقجي مثار قلق بالغ ويضر بمصداقيتهم.
وقتل خاشقجي، الذي كان مقربا من الدوائر الملكية قبل أن يتحول إلى منتقد لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ويبدأ في الكتابة لصحيفة واشنطن بوست، داخل القنصلية السعودية في اسطنبول على يد فريق سعودي في الثاني من أكتوبر تشرين الأول مما أثار استنكارا دوليا وشوه صورة ولي العهد.
وبعد أن قدمت الرياض تصريحات متناقضة كثيرة حول مصير خاشقجي أقرت بأنه قتل وقطعت جثته بعد فشل مفاوضات لإقناعه بالعودة إلى السعودية.
وقال فخر الدين ألطون مدير الاتصالات في الرئاسة التركية لرويترز إن سلسلة ”النفي الكاذب“ من المسؤولين السعوديين أثارت الشكوك بشأن مجموعة من الأمور المتعلقة بالقضية.
وقال في تصريحات مكتوبة لرويترز ”خلال الشهور الأربعة الماضية كانت السلطات السعودية أقل تعاونا من المنتظر خلال تعاملاتها مع نظيراتها التركية والمجتمع الدولي“.
وأضاف ”يجب على السلطات السعودية تسليم قتلة السيد خاشقجي لتركيا حيث ارتكبوا جريمة قتل مع سبق الإصرار كدليل على رغبتها في تحقيق العدالة“.
وفي السابق، رفضت الرياض طلب تركيا تسليمها 11 متهما في القضية بينهم خمسة يواجهون عقوبة الإعدام في السعودية.
ويوم الخميس، خلص تحقيق تقوده الأمم المتحدة في مقتل خاشقجي إلى أن الدلائل تشير إلى جريمة وحشية ”دبرها وارتكبها“ مسؤولون سعوديون. وجاء في التحقيق أن المسؤولين السعوديين ”قوضوا على نحو خطير“ التحقيق التركي في القضية وتسببوا في تأخيره.
وعلى الرغم من أن تحقيق تركيا المشترك مع مسؤولين سعوديين شمل تفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول ومقر إقامة القنصل وعدة أماكن أخرى فإن مكان جثة خاشقجي ما زال مجهولا.
وقال أردوغان إن الأمر بقتل خاشقجي صدر من أعلى مستويات القيادة السعودية لكن الرياض رفضت الاتهامات بتورط ولي العهد.
وذكر ألطون أن النتائج التي توصلت لها أنقرة في قضية خاشقجي تتماشى مع ما خلص إليه التحقيق الذي تقوده الأمم المتحدة، مؤكدا التزام بلاده بالتعاون مع تحقيق يمكن أن تجريه المنظمة الدولية في القضية.
وقال المسؤول التركي ”العالم يتابع (القضية). تركيا، ومعها جميع الدول التي تؤمن بالديمقراطية والحرية، تسعى للعدالة والحقيقة“.