يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان يوم الأربعاء يناير 2019 في موسكو محادثات حول سوريا حيث تسعى انقرة لاقناع المسؤولين باقتراحها اقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا لمنع أي حكم ذاتي كردي على الحدود.
يقف الرئيسان على طرفي نقيض من الأزمة السورية، فروسيا تقدم الدعم للحكومة السورية بينما تدعم تركيا المسلحين المعارضين الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الاسد.
رغم الخلافات يؤكد البلدان أنهما يعملان معا وبشكل وثيق على ايجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ سبعة اعوام، وقد وافقت روسيا وتركيا على تنسيق عملياتهما الميدانية في سوريا بعد إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب المفاجىء الشهر الماضي بسحب القوات الأميركية من هناك.
قال اردوغان في خطاب يوم الإثنين 21 يناير 2019 انه سيبحث مع بوتين اقتراح ترامب انشاء “منطقة آمنة” تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا. وقد أبدى ترامب تأييده لهذه الفكرة في منتصف كانون الثاني/يناير 2019.
إلا أن الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة والذين يسيطرون على الجزء الاكبر من شمال سوريا يرفضون الفكرة خوفا من هجوم تركي محتمل ضد المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
من المرجح ان تعارض موسكو أيضا الفكرة لان بوتين يدافع منذ بداية النزاع عن ضرورة استعادة النظام السوري السيادة على كل أراضي البلاد.
كما أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر الاسبوع الماضي ان شمال سوريا يجب ان ينتقل الى سيطرة النظام السوري.
قمة مع ايران
بعد نحو ثماني سنوات من الصراع الدامي في سوريا، أدى الانسحاب الأميركي إلى تعزيز حملة النظام السوري المدعومة من روسيا لإعادة فرض السيطرة على البلاد.فالقوات الكردية التي باغتها إعلان ترامب سحب الجنود الأميركيين، طلبت المساعدة من النظام السوري لمواجهة التهديد المتمثل بهجوم تركي.
أشاد الكرملين بدخول القوات السورية إلى مدينة منبج الرئيسية في الشمال للمرة الأولى منذ ست سنوات.
تحضر موسكو لتنظيم قمة ثلاثية مع تركيا وإيران بداية هذا العام كجزء من عملية أستانا للسلام التي أطلقتها الدول الثلاث عام 2017.
قال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية في لقاء مع صحافيين الأسبوع الماضي “حتى الآن لم يتم تحديد موعد، لكن بعد اجراء مشاورات مع اردوغان سنبدأ التحضيرات للقمة الثلاثية”.
عقدت آخر قمة بين بوتين واردوغان والرئيس الايراني حسن روحاني في إيران في أيلول/سبتمبر 2018، حيث طغى على جدول الأعمال البحث في مصير محافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا. ولم تسفر القمة عن نتائج.
تدهورت العلاقات بين روسيا وتركيا إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، عندما أسقطت القوات التركية طائرة حربية روسية فوق سوريا.
لكن بعد اتفاق مصالحة عام 2016، عادت العلاقات بسرعة الى طبيعتها، وعاد التعاون بين بوتين واردوغان حول سوريا، كما أعلنت تركيا عن شراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع وعن بناء روسيا لأول محطة نووية تركية.