مواضيع عدة تناولتها الصحف الفرنسية اليوم 03 يناير / كانون الثاني 2019 من أهمها استفتاء المواطنين الذي أصبحت تطالب به حركة السترات الصفراء في فرنسا، إضافة إلى مقال حول تأثير شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتخاذ القرارات، كما تناولت الصحف الفرنسية مقالا حول غليان الجبهة الاجتماعية في تونس بسبب الأوضاع الاقتصادية.
فرنسا … استفتاء المواطنين…. صرخة شعب
موضوع استفتاء المواطنين في فرنسا أخذ حيزا هاما في صحيفة “ليبراسيون” حيث في غضون بضعة أسابيع، تقول الصحيفة، أصبح هذا الاستفتاء أحد مطالب حركة السترات الصفراء حيث تم طرح هذه المبادرة في الانترنت من قبل أحد الوجوه السياسية الفرنسية يدعى Etienne Chouard “ايتيان شوارد” إضافة الى بعض النشطاء السياسيين يعرفون بأنصار الديمقراطية الحقيقية .
وأضافت الصحيفة أن حركة السترات الصفراء انتقلت خلال مدة شهرين من المطالبة بتحسين القدرة الشرائية في فرنسا الى المطالبة بالسلطة في البلاد، فتغيرت مطالب الحركة من الاحتجاج على الضرائب وغلاء أسعار الوقود إلى المطالبة بإعادة النظر في أسس الجمهورية الخامسة.
“ليبراسيون” أوضحت أن حركة السترات الصفراء ولدت خارج مؤسسات الدولة لكنها أصبحت تعمل على تأطير احتجاجها في طابع مؤسساتي لمواصلة معارضتها لسياسة الرئيس الفرنسي والحكومة والأحزاب التقليدية في البلاد، وأصبح اهتمامها منصب حاليا على الدعوة الى استفتاء شعبي وهو مشروع مثير للجدل أحدث تساؤلا في فرنسا حول كيفية انتقال المتظاهرين من الاحتجاج ضد غلاء المعيشة الى المطالبة باستفتاء دستوري في البلاد؟
ترامب … وحيدا ضد الجميع
هكذ عنونت صحيفة “لوفيغارو” افتتاحيتها، حيث اعتبرت أن اندفاع الرئيس الأمريكي الأخير صدم العالم لاسيما حلفاءه بعد قراره الانسحاب من سوريا. فالقرار الذي وصفته لوفيغارو بالوحشي والذي شمل ترك الاكراد وهم حلفاء التحالف الدولي، دفع بوزير الدفاع الأمريكي “جيم ماتيس” الى الرحيل ويعتبر الرجل من الدائرة المقربة من الرئيس ترامب.
لكن افتتاحية “لوفيغارو” أوضحت أن قراءات الرئيس الأمريكي لبعض القضايا الدولية لها في بعض الأحيان مزاياها. فعندما يدين ترامب النظام الدولي الذي لا يتحرك والكلام العقيم الذي أصبحت تنتهجه الدبلوماسية الدولية، فلا يمكن الا أن نعطيه الحق. فإعادة ترامب خلطه للأوراق في معظم الملفات يدفعنا نحو المتابعة بكل اهتمام، لكن تبقى قدرة ترامب على إعادة البناء محل تشكيك، وهذا ما نراه في كوريا الشمالية وسوريا و إيران وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بل حتى في العلاقات الامريكية الروسية التي لم تعرف تقدما.
تونس على حافة أزمة اجتماعية
بهذا العنوان نشرت صحيفة “لومند” مقالا حول تردي الأوضاع الاجتماعية في تونس، موضحة ان غالبية السكان التونسيين لا يمكنهم قبول العودة إلى الديكتاتورية زمن بن علي. لكن من المؤكد أن الاستياء الاجتماعي بدأ ينتشر بين عامة الشعب في تونس ويعتبر شهر يناير/ كانون الثاني مفتوحا على الكثير من المخاطر، فهو موسم الاحتجاج في تونس.
وأضافت “لومند” أنه من المؤكد أن “يوسف الشاهد” رئيس الحكومة التونسية منذ 2016 يدرك أنه يسير وسط حقل من الألغام. فالشعب التونسي لم يعد يتقبل غلاء الاسعار في البلاد. في هذا السياق، تقول “لومند”، وهذا ما جعل “يوسف الشاهد” بين كماشة مطالبة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إضراب منتصف الشهر الجاري والأوامر الصادرة عن صندوق النقد الدولي، حيث تسعى الحكومة الى نزع فتيل خطر الاحتجاجات لكنه سعي صعب زادته تصريحات الرئيس التونسي “باجي قايد السبسي” المنددة بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد.