أفاد مسؤول أميركي الخميس وكالة فرانس برس أن الرئيس دونالد ترامب اتخذ قرارا بسحب عدد كبير من الجنود الأميركيين من أفغانستان، بعد يوم على اتخاذه قرارا مشابها بسحب جميع الجنود الأميركيين من سوريا.
وأكد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن “القرار اتُخذ. سوف يكون هناك انسحاب كبير”. وفاجأ هذا الإعلان الذي يأتي في وقت أجريت “محادثات مصالحة” بين الولايات المتحدة وحركة طالبان هذا الأسبوع في أبو ظبي، مسؤولين كباراً ودبلوماسيين في كابول تواصلت معهم فرانس برس. ولم تُعلق الحكومة الأفغانية على الأمر في الوقت الحالي.
من جهتها ردّت الرئاسة الأفغانية أن سحب “بضعة آلاف من الجنود الأجانب” من أفغانستان، “لن يكون له تأثير على أمن” البلاد التي يمارس الجيش الأفغاني “سيطرته” فعلياً عليها. وصرّح متحدث باسم الرئيس أشرف غني، هارون شاه انصوري، على مواقع التواصل الاجتماعي، “إذا انسحبوا من أفغانستان، فذلك لن يكون له تأثير على الأمن لأن منذ أربع سنوات ونصف السنة، يمارس الأفغان فعلياً السيطرة الكاملة على الأمن”.
وتنشر الولايات المتحدة حاليا نحو 14 ألف جندي في أفغانستان يعملون إما مع مهمة قوات حلف شمال الأطلسي لدعم القوات الأفغانية، أو ينفذون عمليات خاصة لمكافحة الارهاب. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أن أكثر من 7 آلاف جندي أميركي سيعودون من أفغانستان. ومن المرجح أن تكون لقراري ترامب حول سوريا وأفغانستان تداعيات جيوسياسية كبيرة في المناطق المعنية. ويأتي هذان القراران في وقت كانت تحاول واشنطن الدفع من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان.
والتقى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد ممثلي طالبان مرات عدة في الأشهر الأخيرة وأنهى مؤخراً جولة على المنطقة. وأعرب في وقت سابق عن أمله التوصل إلى اتفاق سلام قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أفغانستان في نيسان/أبريل.
وفي الوقت الحالي، لا يُعرف إذا كان خليل زاد والحكومة الأفغانية على علم مسبق بقرار ترامب. وأكد متحدث باسم الرئيس أشرف غني أن “إذا كان هناك ردّ فعل من جانب الحكومة الأفغانية، سنعلنه في مرحلة لاحقة”. لكن يرى متخصصون في الملف الأفغاني أن القرار الأميركي هو بمثابة منح انتصار تكتيكي ضخم لحركة طالبان من دون أن تكون مرغمة على تقديم أدنى تنازل.
وقال دبلوماسي أجنبي كبير لفرانس برس بشرط عدم الكشف عن اسمه “إذا كنتم من حركة طالبان، فقد حل عيد الميلاد مبكراً” هذه السنة. وسأل “هل تفكرون في وقف إطلاق نار إذا سحب خصمكم الرئيسي للتو نصف قواته؟” ووفق المسؤول الأميركي، اتخذ ترامب قراره الثلاثاء في نفس اليوم الذي أعلن فيه أنه سيأمر بانسحاب جميع الجنود الأميركيين من سوريا.
وفي وقت سابق الخميس قدّم وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس استقالته لأن وجهات نظره حول قضايا العالم لم تعد تتوافق مع ما يفكر به ترامب. والعام الماضي تمكن ماتيس مع مسؤولين عسكريين آخرين من اقناع ترامب بارسال المزيد من الجنود الأميركيين الى أفغانستان، حيث كانت طالبان تحقق هناك مكاسب هامة وتوقع خسائر كبيرة بالقوات الافغانية. لكن ترامب قال حينها ان حدسه يقول بضرورة الخروج من افغانستان.