نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” تقريرا، تقول فيه إن موقعا إسرائيليا كشف عن أن النظام السوري منح حق المواطنة لمقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ويورد التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، نقلا عن معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط (ميمري)، قوله إن “الفعل المنظم من النظام لتوطينهم في سوريا” يخدم هدفين: الأول هو إخفاء وجود المقاتلين في البلد، والثاني تغيير طبيعة البلاد السكانية.
وتقول الصحيفة إن إخفاء وجود المقاتلين في سوريا يعد خرقا للتفاهمات التي تمت بين روسيا وإسرائيل بشأن إبعاد هؤلاء المقاتلين عن حدود إسرائيل الشمالية.
ويشير التقرير إلى أن موسكو قد وافقت في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر على توسيع المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، لافتا إلى أن الروس رفضوا الطلب الإسرائيلي بأن تكون المسافة 40 كيلومترا، لكنهم عبروا عن استعداد لتوسيع المنطقة إلى مسافة تمتد ما بين 10-15 كيلومترا.
وتلفت الصحيفة إلى أنه مع تراجع الحرب السورية لصالح نظام بشار الأسد، فإن هناك مخاوف من قيام إيران وحزب الله بتزويد المقاتلين بالصواريخ الدقيقة الموجهة، والدعم للجماعات الشيعية، التي أوجدت لها موطئ قدم في الجنوب السوري، مشيرة إلى أن إسرائيل عبرت عن قلقها من وجود الإيرانيين على حدودها، وتهريب الأسلحة المتقدمة من إيران إلى حزب الله عبر سوريا.
ويجد التقرير أن منح مقاتلي حزب الله والحرس الثوري هويات سورية يعني مساعدتهم على البقاء هناك دون أن يكون هناك خرق للتفاهمات الروسية الإسرائيلية، لافتا إلى أن طرد السنة، الذين يعدون تهديدا على النظام، وتوطين الشيعة في مناطق واسعة، سيعزز من موقع نظام الأسد وقبضته على السلطة، وكان الأسد قد قال في عام 2015 إن “الوطن لا يمت لمن يعيشون هنا أو من يحملون الجواز أو المواطنة، بل لمن يحمونه ويوجهونه”.
وتفيد الصحيفة بأن السوريين الذين هربوا من دمشق طالما اشتكوا خلال حرب السبع سنين من عمليات التغيير الديمغرافي، ففي عام 2013 جاء شيعة الهزارا من أفغانستان للقتال، والإقامة حول مزار السيدة زينب في جنوب دمشق، فيما جاء عدد من اللاجئين الشيعة مع لواء الفاطميين، الذين جندهم الحرس الثوري الإيراني، وبعضهم بقي في سوريا بعد انتهاء خدماتهم، مشيرة إلى أن النظام قام في عام 2015 بهدم أحياء قرب دمشق بذريعة إعادة بنائها.
وينقل التقرير عن لاجئ وكاتب سوري يدعى محمد روزجار، قوله: “هناك حوالي 200 ألف سني غادروا بسبب هذا المشروع، فيما منح النظام بيوتا لعناصر المقاتلين الشيعة الذين يعملون إلى جانبه”، وأضاف أن بعض المناطق في دمشق تحولت إلى “كانتون شيعي”.
وتذكر الصحيفة أن مراسل “الغارديان” مارتن شولوف، كتب في كانون الثاني/ يناير، عن المقاتلين الأجانب والشيعة، الذين يقومون بالسكن في مناطق السنة، بمن فيهم شيعة من العراق ولبنان، وقال إن إيران والنظام لا يريدان تجمعات سنية بين دمشق وحمص والحدود السورية.
وينوه التقرير إلى أنه بالإضافة إلى هذه التحركات، فإن النظام أصدر قانونا يسمح بمصادرة بيوت وممتلكات من لا يحضرون ويؤكدون ملكيتهم له، مشيرا إلى أن المسؤولين الأوروبيين واللبنانيين حذروا من تداعيات قانون 10، ما يعني عدم عودة اللاجئين إلى مناطقهم.
وتبين الصحيفة أن المناطق السنية عانت من دمار شامل؛ لأن سكانها شكلوا عصب المقاومة للنظام، وهو ما يراه السنة مؤامرة من النظام وإيران لمنع عودتهم إليها، لافتة إلى أن شائعات انتشرت عن عراقيين يقيمون في هذه المناطق.
وبحسب التقرير، فإن قناة “الجزيرة” ذكرت في كانون الثاني/ يناير 2017، أن أفغانا جندهم الحرس الثوري للقتال مع النظام أخبروا عائلاتهم بأنهم سيحصلون على المواطنة الإيرانية لو ماتوا في سوريا، منوها إلى أن هناك تقارير عن قيام حزب الله بتجنيد سكان سوريين ودفع أموال لهم من أجل الانضمام إلى فرقه، وهؤلاء ليسوا شيعة من لبنان، فهو يريد منهم البقاء هناك للحفاظ على التوازن السكاني.
وتشير الصحيفة إلى أن تراجع معدلات الولادة في إيران يعني أنها لا تريد من مواطنيها اللجوء إلى سوريا والبقاء هناك.
وتختم “جيروزاليم بوست” تقريرها بالقول إنه على ما يبدو أن هناك صعوبة لتغيير الطابع السني لسوريا، من خلال دفع الشيعة من مناطق أخرى والتوطن فيها.
عربي 21