يُحتفى بالخل منذ زمن بعيد نظراً لما يُقال عن فوائده بالنسبة لصحة الإنسان، ولكن ما الدليل العلمي على ذلك؟ في السطور المقبلة يستعرض غابريال نيل، وهو أستاذ جامعي متخصصٌ في طب الأسرة، الدراسات العلمية المتعلقة بهذا الموضوع.
عندما كنا أنا وأخي طفليْن في ثمانينيات القرن الماضي، كان يستهوينا الذهاب إلى سلسلة مطاعم “لونغ جون سيلفرز” للوجبات السريعة، المتخصصة في المأكولات البحرية.
لكن الأسماك لم تكن بغيتنا الوحيدة، بل كنا نذهب أيضاً إلى هناك من أجل الخل؛ أو خل الشعير تحديداً. فقد كان يحلو لنا نزع غطاء قارورة الخل ونحن على الطاولة، لنحتسي منها مباشرةً وبشراهة هذا المشروب قوي النكهة وشديد اللذة بالنسبة لنا.
وفي هذا الصدد، ستجد أنه سيروق لأصدقائك وزملائك سرد القصص التي تستعرض “القدرات العلاجية” لخل التفاح، وذلك للقول إنه كاف لشفائك من أي مشكلة صحية تكون قد ذكرتها على مسامعهم للتو.
فإذا شكوت مثلاً من آلامٍ مزمنةٍ تشعر بها في الظهر عندما تعكف على قص الحشائش، ستجد منهم من يباغتك بالقول “إذن فلتحتسِ الخل”، وإذا حدثّت أحدهم عن أنك بحاجة إلى أن تفقد عشرة كيلوغرامات من وزنك كي تصل إلى الوزن المثالي، فسيرد عليك قائلاً: “سيذيبها الخل فوراً”.
بل إن الأمر قد يبلغ حد أن تسمع من يقول لك: “هل أصبت بالزهري مرةً أخرى؟ الخل هو الحل كما تعلم”.
وبصفتي طبيباً مُمارساً وأستاذاً جامعياً في الطب، يسألني الناس طوال الوقت عن فوائد تناول خل التفاح. واستمتع بهذه اللحظات نظراً لأن الفرصة تسنح لنا خلالها للتحدث عن تاريخ الخل “بشكلٍ مركزٍ”، وذلك قبل التطرق بعد ذلك إلى كيف يمكن أن يكون هذا المشروب مفيداً لأولئك الأشخاص.
فمن الناحية التاريخية، استُخْدِمَ الخل لعلاج الكثير من العلل والأمراض.