أصدرت جريدة النهار اللبنانية عددها يوم الخميس 11 أكتوبر/ تشرين أول، بصفحات بيضاء في خطوة غير مسبوقة، احتجاجا على ما وصفته بأنه “وضع كارثي” في البلاد، بعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات البرلمانية دون التوصل لتشكيل حكومة جديدة.
ولم تكتف الصحيفة بالصفحات البيضاء في نسختها الورقية، حيث ظهرت الصفحة الخاصة بموقع الجريدة على الإنترنت بيضاء أيضا.
وأجرى لبنان انتخابات برلمانية في السادس من مايو/ أيار الماضي، لكن الأحزاب السياسية فشلت حتى الآن في التوصل لاتفاق حول تقاسم الحقائب الوزارية عرقل تشكيل الحكومة.
وقالت نايلة تويني رئيسة تحرير الجريدة في مؤتمر صحفي بثته بعض محطات التلفزة اللبنانية “تعبت النهار وهي تكتب عن الوعود والذرائع المكرّرة والفارغة. انتظرنا سنتين لتعيدوا إلى الشعب حقّ انتخاب نوابه، وأشهراً لانتخاب رئيس الجمهورية، ولا نزال ننتظر ولادة الحكومة منذ 5 أشهر، فإذا بها لعبة تقاسم الحصص، ووحده الله يعلم عدد الأيام التي سنظلّ ننتظر ليطلّ اليوم الأبيض الذي ينتظره اللبنانيون”.
وكان رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، قال هذا الأسبوع إنه يأمل في تشكيل حكومة جديدة بعد عودة الرئيس ميشال عون من زيارة بالخارج، من المقرر أن تنتهي يوم الجمعة 12 أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
وشهد لبنان سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة، وفي الفترة بين عامي 2014 و 2016 لم يكن هناك رئيس لبلاد وإنما أدارتها حكومة تصريف أعمال.
كما أن الوضع الاقتصادي متأزم بسبب الدين العام الذي يعد أحد أعلى معدلات الدين العام في العالم.
وتأسست جريدة النهار في عام 1933 وهي إحدى أكبر الصحف اليومية في لبنان. وأسسها النائب البرلماني الراحل جبران تويني، ثم تابع نشرها نجله غسان تويني، وحفيده جبران تويني، الذي اغتيل بعبوة ناسفة عام 2005.
وبعد اغتيال والدها جبران غسان تويني، تولت نايلة منصب رئاسة تحرير الجريدة.
وقالت نايلة في كلمتها حول إصدار الجريدة بصفحات بيضاء ” الخطر يزداد. صفحات النهار البيضاء اليوم هي لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية كمؤسسة إعلامية وطنية تجاه وضع البلد الكارثي”.
ويبدو أن أزمة الصحافة في لبنان ماهي إلا انعكاس للأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، فقد توقفت عدد من وسائل الإعلام المكتوبة مؤخرا عن الاصدار لأسباب مالية.
وتوقفت صحيفة “السفير” اللبنانية نهاية عام 2016، بعد 42 عاما على تأسيسها، وقال رئيس تحرير طلال سلمان، حينها “إن الصحيفة توقفت بسبب الأزمة المالية”.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت دار الصياد التي تملك صحيفة “الأنوار” وعدداً من المجلات الفنية والمنوعة التوقف عن الصدور.