رأى المدير التنفيذي لجمعية “هنري جاكسون” في لندن والعامل في مجال التحاليل والبحوث الاستراتيجية آلان مندوزا أنه “بعد مرور أكثر من 3 سنوات على توقيع الاتفاق النووي، وكل الحديث عن التعاون والتكاتف والسعي لتحقيق السلام العالمي، لم يحدث سوى أن تشجعت إيران أكثر في مشروعها التوسعي في الشرق الأوسط، وتزايد عدوانها ورعايتها للإرهاب”، مشيرا الى ان “المصالح الاقتصادية تحكم السلوك الأوروبي حيال الاتفاق النووي، وأن أوروبا تفقد ديمقراطيتها بسبب استسلامها لرغبات إيران”.
وأضاف الكاتب في صحيفة “واشنطن اكزامنر” الأميركية أن “القوى الأوروبية شاركت باستمرار في التفاؤل المفرط للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والذي لا أساس له من الصحة، بشأن خطة العمل المشتركة الشاملة المعيبة، التي وقعتها إيران، والأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي في حزيران 2015”.
وأشار إلى أنه في سوريا، كانت القوات الإيرانية ذراع الرئيس السوري بشار الأسد التي مارس بها أشد أنواع القتل والتنكيل بحق شعبه، فيما تواصل طهران تمويل “حزب الله” في لبنان”.
أما في العراق، وبعد تاريخ طويل من النفوذ الإيراني الذي يقوض استقرار ما بعد الحرب، واجهت الولايات المتحدة هذا الشهر قذائف هاون أطلقها وكلاء إيرانيون قرب سفارتها في بغداد.
كل ذلك وأكثر، وفقاً لكاتب المقال، هي استفزازات إيرانية مستمرة، وبوتيرة متزايدة، تجاه الولايات المتحدة الأميركية ومصالحها، ما يثبت أن محاولات أوباما لتهدئة واسترضاء الجمهورية الإسلامية، قد جاءت بنتائج عكسية، ودون فائدة.
وقال الكاتب إن الانسحاب التاريخي للولايات المتحدة من معاهدة الصداقة مع إيران عام 1955، والتي كانت موجودة لتأكيد “الصداقة” المفترضة بين الاثنين، حمل رسالة هامة، مفادها أنه لا يمكن لإيران الاستمرار في مهاجمة المصالح الأميركية والسيادة الوطنية دون أي تأثير أو تداعيات، لكن القوى الأوروبية ببساطة غير مستعدة إطلاقاً لاتهام أو توبيخ إيران على عدوانها المستمر.
وبحسب الكاتب، تواصل القوى الأوروبية دعم الاتفاق النووي، المعيب أصلاً، استناداً إلى فكرة خاطئة بأن الاتفاق يمنح فرصة للجانب المعتدل في النظام الإيراني، بينما في الحقيقة، فإن دعم الاتفاق النووي، يضمن الدعم المالي للمتشددين والمتسلطين في النظام الإيراني، ويدعم الأسوأ فقط.
وأضاف الكاتب أنه بعد الانتهاء من الصفقة والتوقيع عليها في عام 2015، زاد الرئيس الإيراني حسن روحاني من ميزانية قوات الحرس الثوري الإيراني بنسبة 145%، وقاد استمرار القوى الأوروبية في تنفيذ الاتفاق وكسر العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، إلى تدفق الملايين من الأصول المجمدة في أيدي أولئك الذين نظّموا ودعموا زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال مندوزا وفقاً للصحيفة، إن إيران لم تتوقف عن جني ثمار الاتفاق النووي من الاتحاد الأوروبي، رغم كل الأدلة القوية على أنها انتهكت وتنتهك شروط الاتفاق، فيما يبدو أنه تحدٍ للانسحاب الأمريكي منه.
وأوضح أنه بالنسبة للدول الأوروبية، يبدو أن المصالح الاقتصادية تشكل عاملاً مهماً في سلوكها. فمنذ الاتفاق النووي، أصبحت إيران شريكاً تجارياً نشطاً لألمانيا وفرنسا. وأحد الأمثلة على ذلك، هو بيع 100 طائرة من قبل شركة “إيرباص” الفرنسية إلى “إيران إير”، والتي تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 18 مليار إلى 20 مليار دولار من القيمة التجارية.
ووفقاً لكاتب المقال، فإن أوروبا تستغني عن المبادئ الديمقراطية عن طريق الاستسلام لرغبات إيران. ويعني الالتزام الراسخ بالاتفاق النووي رغم فشله، أن الدول الأوروبية مجبرة على التغاضي، بشكل فعال، عن الاضطرابات والفتن التي كانت إيران تزرعها في أنحاء الشرق الأوسط.
وأضاف، حتى مواطنو الاتحاد الأوروبي، لم ولن يسلموا من الأعمال والتهديدات الإيرانية. بعد أن سجنت السلطات السيدة البريطانية الإيرانية نازانين راتكليف، والتي تبلغ من العمر 40 عاماً، بصورة غير قانونية في إيران، بتهمة زائفة لأكثر من عامين. في حين لم تكفل الحكومة البريطانية حتى الآن إطلاق سراحها، ولا أي ضمانات لسلامتها.