على وقع طبول الحرب التي تُقرع في المنطقة وفي خضم الحرب الاسرائيلية – الأميركية على حزب الله، استخدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلا منبر أممي لاستهداف لبنان عبر مطاره وذلك من خلال التصويب مباشرة على حزب الله في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
من هناك اختار نتنياهو تحريض المجتمع الدولي على لبنان ومطاره، متسلّحا بصور جوية تزعم أن حزب الله بات يمتلك مواقع قرب مطار بيروت تجعل الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى دقيقة التوجيه ضد أهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة عشرة أمتار.
كلام نتنياهو الذي قال فيه أن حزب الله يتعمّد استخدام الأبرياء في بيروت كدروع بشرية ترافق مع حملة لما يسمّى بحيش الدفاع الإسرائيلي على مواقع التواصل الإجتماعي. إستعرض العدو في شريط مسجّل معطيات تزعم أن حزب الله يحاول في العام الأخير إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ أرض- أرض إلى صواريخ دقيقة من خلال ثلاثة مواقع تنتشر على 900 متر، من مرسى قرب مرفأ الأوزاعي إلى ملعب نادي العهد الرياضي وصولا إلى نقطة مجاورة لمطار بيروت. وأكد الشريط أن إسرائيل تتابع هذه المواقع من خلال قدرات ووسائل متنوعة ولديها معلومات واسعة عن مشروع الصواريخ الدقيقة وهي تتحرك في مواجهته من خلال رد عملياتي متنوع ومن خلال طرق عمل ووسائل مختلفة. وقد تزامنت المزاعم الإسرائيلية مع تغريدات للناطق بإسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تندرج في السياق عينه.
يرى المحلّل السياسي وسيم بزي في حديث ل TAYYAR.ORG خطورةً في اختيار نتنياهو للمكان لإطلاق اتهاماته بخاصة أنه سمّى “حزب الله” بالمباشر، “مستخدما أسلوب الاستعراض والإيثار أو البهلوانية الذي اعتاد على استخدامه في محطات سابقة”. لكنه في الوقت عينه، يعتبر أن ” كلام نتنياهو يعبّر عن فشل العدو. فهو يدّعي أن معلوماته استخباراتية في حين أن حَرقَها إعلاميا هو دليل على عجزه في استخدام الواقعة. وبالتالي فهو يختلق أفكارا لتسعير الوضع والتحريض على مطار بيروت وعلى حزب الله في لحظة ذروة فرض العقوبات الأميركية على حزب الله وإيران، مع اقتراب تاريخ 4 تشرين الثاني حيث ستُمنع ايران من تصدير نفطها“.
يقرأ بزي خطاب نتنياهو من أكثر من زاوية ويضعه في سياق الأحداث المتتابعة في الداخل الاسرائيلي وإقليمياً. فهو يردّ على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العالي النبرة والذي شكّل إرباكاً للعدو في اليوم العاشر من محرّم، حيث أبدى خلاله التضامن الكامل مع إيران. لكن أهم ما ورد فيه كان ما قاله عن الصواريخ الدقيقة “أن الأمر انتهى وتمّ واُنجز وأن المقاومة باتت تمتلك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية ما إذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً، ستواجه إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام“.
ويأتي ذلك في وقت يتخبط فيه نتنياهو عند الجبهة الداخلية مع صدور تقارير إسرائيلية تؤكد عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي عدوان محتمل بحسب بزي. أما إقليميا فيحاول نتنياهو حرف الأنظار عن الهزيمة التي ألحقتها به روسيا في سوريا في خضم الصراع على القوة الصاروخية. فالردّ الاسرائيلي على إسقاط الطائرة L-20 في اللاذقية وتحميل روسيا لإسرائيل كامل المسؤولية جاء قاسيا، مع اعتزام وزارة الدفاع الروسية تسليم الجيش السوري منظومة الدفاع S-300. ولهذه الأسباب مجتمعة يحاول نتنياهو ربط نقاط ضعفه بجغرافيا مدنية ومدينية هي مطار بيروت، كعنصر ابتزاز من أجل الإيقاع بين الدولة اللبنانية والشعب من جهة وحزب الله من جهة أخرى. علما أن جهات أميركية أبلغت كبار المسؤولين اللبنانيين بضرورة الإبتعاد عن الإلتصاق بحزب الله، يقول بزي ل tayyar.org.
وفيما بعض الداخل اللبناني يراهن على إسقاط حزب الله، لا تفصل مصادر رفيعة متابعة للأحداث المتعاقبة في مطار بيروت هذه التطورات عن كلام نتنياهو الأخير. وتسأل المصادر عبر tayyar.org عن سبب البلبلة المستجدّة في المطار والتي بدأت مع مغاردة رئيس الجمهورية إلى نيويورك واستُكملت بالإشكال بين عناصر قوى الأمن الداخلي والإستقصاء والذي أدّى إلى تأخير حركة المسافرين لخمسين دقيقة. وكأن ثمة من يحاول تشويه صورة المطار في حين أن الأجهزة الأمنية والقضاء صاحيان، بدليل توقيف الملازم أول ت.عويدات لمحاولته إدخال 31 كيلوغراما من الكوكايين عبر المطار بعد أن عبرت مطار “اورلي” في فرنسا من دون علم السلطات الفرنسية، بحسب المصادر عينها. فهل ثمة من يحاول تشويه صورة الأمن الممسوك في لبنان و فتح ثغرة أمنية في المطار لصالح إسرائيل تسأل المصادر؟
1 تعليق
Pingback: إسرائيل بدأت حربها على لبنان | Lebanon News Network