نشر موقع “ديفانس نيوز” تقريراً عن الطائرة الروسية “إيل-20” التي حمّلت موسكو إسرائيل مسؤولية غرقها قبالة الساحل السوري إثر تلقيها إصابة من الدفاعات الجوية السورية.
ونقل الموقع عن المحلل الروسي المتخصص في الشؤون الخارجية، فلاديمير فرولوف، اعتباره أنّ الكرملين بتصريحاته التي أعقبت الحادثة وفّر غطاء لرواية وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو “السخيفة” التي استخدمت لإخفاء فشله في فرض ضوابط أكثر تشدداً على دفاعات الرئيس السوري بشار الأسد الجوية، ملمحاً إلى أنّ أحدهم أطفأ متلقي الـ”إيل-20″ خلال قيامها بالمهمة الاستطلاعية.
وفي ما يتعلق بالعلاقة الإسرائيلية-الروسية، حذّر الموقع من أنّها قد تشهد على انتكاسات على خلفية هذا الحادث، إذ نقل عن فرولوف توضيحه أنّ الإسرائيليين شنوا آنذاك غارات اقتربت أكثر من أي وقت مضى من المواقع الروسية، وإشارته إلى أنّ روسيا تعتبر الفعل الإسرائيلي هذا مهيناً بالنسبة إليها.
وفيما أكّد فرولوف أنّ الحادث يدل أيضاً إلى غياب التنسيق بين روسيا والقوات السورية، نقل الموقع عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله: “مستوى التنسيق والتنظيم بين روسيا والجيش السوري منخفض جداً، كما بين روسيا وإيران، وبين الدفاعات الجوية الروسية والسورية في المنطقة على مستوى أعمق. وعلى اللوم أن يُلقى على طرف، وهذه المرة سيكون إسرائيل”.
وعلى الرغم من استبعاد فرولوف تأثر العلاقات الروسية-الإسرائيلية على المدى الطويل بالحادث، شدّد مصدر وزارة الدفاع الروسية على أنّ الحادث قوّض ثقة الروس بالإسرائيليين إلى حدّ كبير. وقال المصدر: “ارتكبت إسرائيل خطأ، ففي مهمة واحدة، تمكن الإسرائيليون من أن ينأوا بنفسهم عن روسيا، وأن يقربوها من أعدائهم: إيران والأسد”.
من ناحيتها، نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن العميد الإسرائيلي المتقاعد وأحد كبار الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب قوله إنّ الثمن الذي سيطلبه الرئيس الروسي فلاديمي بوتين من إسرائيل سيتمثّل بإصراره على بيع منظومات متطورة مضادة للصواريخ لسوريا على الرغم من معارضة إسرائيل أو الضغط على نتنياهو لمساعدته على خفض منسوب التوتر بين روسيا والولايات المتحدة.
كما حذرت الصحيفة من أنّ موعد الاختبار العملي للعلاقات الروسية-الإسرائيلية سيحين قريباً، وذلك عندما يبرز تهديد استخباراتي جديد بشأن محاولة إيران تهريب أسلحة إلى لبنان عبر طريق بالقرب من القواعد الروسية في شمال غربي سوريا أو لإقامة موقع عسكري جديد، على حدّ زعمها.
بدوره، قال موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي إنّ بوتين قد يواصل الابتسام في وجه نتنياهو، مستدركاً بأنّه سيعطي أوامره في الوقت نفسه لوزير دفاعه لإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الطائرات الغربية كلها وليس الطائرات الحربية الإسرائيلية وحدها.
وعليه، نبّه “ديبكا” من أنّ هذا الواقع الجديد من شأنه أن يضع حداً للحملة التي تشنّها على إيران و”حزب الله” أو أن يضع تل أبيب في مواجهة مع القوات الروسية، معتبراً أنّ هذا السيناريو لن يتحقق إلا إذ قررت واشنطن وإسرائيل اختبار أوامر بوتين.