بعد تراجع التهديدات والتصريحات، التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون، في أعقاب الهجوم الدامي الذي استهدف عرضا عسكريا بمدينة الأهواز، بمحافظة خوزستان الإيرانية، تسود حالة من الترقب بشأن طبيعة الرد الإيراني المتوقع على هذا الهجوم، ومن سيستهدف في حال وقوعه.
وكان كل من رئيس أركان الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري، والحرس الثوري الإيراني، قد توعدا في آخر تصريحات المسؤولين الإيرانيين بهذا الصدد برد مميت على منفذي الهجوم، الذي أودى وفق رواية رسمية إيرانية بحياة 25 شخصا، بينهم 12 من رجال الحرس الثوري الإيراني.
وقال باقري إن “القوات المسلحة ستلاحق بعزم أكثر من أي وقت مضى الإرهابيين وأتباعهم، ولن تقعد حتى اجتثاث جذور هذه الظاهرة الكريهة”. ، في حين توعد الحرس الثوري في بيان له منفذي الهجوم قائلا “لن نتوانى عن توفير الظروف لمعاقبة المجرمين بالمنطقة أو خارجها”.
وكان أربعة مسلحين ببنادق الكلاشينكوف، قد هاجموا العرض العسكري السنوي، الذي يقام في مدينة (الأهواز) وهي مدينة إيرانية ذات غالبية سنية، في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، وقد تمكنت القوات الإيرانية من قتل ثلاثة من المهاجمين في الموقع، بينما مات المهاجم الرابع في وقت لاحق إثر إصابات بالغة.
ورغم تبني كل مما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش”،وحركة تسمي نفسها بـ “حركة النضال العربي لتحرير الاهواز”، المسؤولية عن الهجوم بعد وقوعه إلا أن القاسم المشترك في تصريحات المسؤولين الإيرانيين كان اتهام دول خليجية بالضلوع في الهجوم.
وقد اختلف مسؤولون إيرانيون، في معرض تحديد الجماعة المنفذة للهجوم، بين مجموعات من الأهواز من جانب، ومجموعات كردستانية من جانب آخر، إلا أنهم أجمعوا على أن هناك دولا بعينها قدمت لهذه المجموعات الدعم.
وكان الجيش الإيراني قد اتهم في الساعات الأولى التي تلت الهجوم، دولتين خليجيتين بالوقوف خلفه ونقلت وسائل اعلام ايرانية، عن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكرجي قوله إن أربع دول، اثنتين منها في منطقة الخليج، تقف وراء الهجوم المسلح على العرض العسكري، مشيرا إلى أن منفذي الهجوم تلقوا تدريبا وتمويلا من دولتين خليجيتين لم يسمهما، وأن المهاجمين لديهم صلة بالولايات المتحدة وإسرائيل.
واستدعت الخارجية الإيرانية في وقت لاحق القائم بالأعمال الإماراتي في طهران، وقالت الوزارة إن استدعاء الدبلوماسي الإماراتي جاء إثر تأييد مسؤولين إماراتيين لهجوم الأهواز.
وكانت تغريدة للكاتب الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قد أثارت غضبا في إيران وعلى موقع تويتر، بعدما اعتبر أن الهجوم على العرض العسكري في الأهواز السبت لم يكن عملا إرهابيا.
وفي معرض تصريحات المسؤولين الإيرانيين، كان لافتا إشارة وزير الخارجية الإيراني في تغريدة له على تويتر إلى أن “إيران تحمل داعمي الإرهاب في المنطقة وأسيادهم الأمريكان المسؤولية عن مثل هذه الهجمات”.
من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، قبيل مغادرته طهران لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن ” الجماعة التي تقف وراء الهجوم الإرهابي في الأهواز تلقت دعما ماديا وعسكريا من دول خليجية”.
ويبدو من التصريحات المتتالية للمسؤولين الإيرانيين، سياسيين وعسكريين، بعد هجوم الأهواز أن اتهام دول خليجية هو القاسم المشترك فيما بينها، وهو ما يثير حالة من الترقب في ظل توتر سائد منذ فترة طويلة، بين القوتين الإقليميتين في المنطقة (السعودية وإيران)، امتد أيضا إلى توتر بين طهران ودولة الإمارات العربية، وهي حليف رئيسي للرياض، ضمن التحالف العربي الذي يشن حربا على الحوثيين في اليمن، والذين يتلقون الدعم بدورهم من طهران.